الأعراض المنذرة للإكتئاب

بين التجريح والتعديل كسر خاطر لا جبر

يصر بعض الرجال على تجريح زوجاتهن ثم تعديلهن بألفاظ وعبارات مخصوصة تلين قلوبهن، لكن ذلك في الحقيقة لن ينفع حتى لو ابتسمت الزوجة بعدها أو استسلمت، فذلك يعني رغما عنها.

وليكن في علم الجميع أن التجريح عنف لفظي يدخل في إطار العنف الأسري إن كان يشمل أفراد الأسرة أو العائلة وللكلمات وقع قوي بشكل لا يمكن تخيله على النفس. فقد ترفعك الكلمات إلى السماء، أو تنزل بك إلى الأرض، قد تحفزك أو تدمرك، قد تهدئك أو تثيرك.

و قد أكدت الدراسات والأبحاث مدى التأثير السلبي المدمر للعنف اللفظي على النفسية، ومنها دراسة أعدتها جامعة فلوريدا في الولايات المتحدة، والتي وجدت أن العنف اللفظي يترك آثارا وأضرارا نفسية أكبر من الأضرار الناجمة عن العنف الجسدي، حيث أن الأشخاص الذين تعرضوا لأي نوع من أنواع الإهانة أوالسخرية يصابون بالاكتئاب والأمراض النفسية، وهو لا يشمل فقط الصراخ، بل ينتشر ليصل نفوذه للمقارنة واللوم والرغبة في التملّك وهو من أخطر الظواهر الاجتماعية التي تهدد الأسرة فهو يبدأ بالكلام وينتهي أحيانا بالقتل،  وهذه نتيجة طبيعية للضغط النفسي والإحباط المتولد من طبيعة الحياة اليومية، وقد حظي هذا النوع من العنف بالاهتمام لكون الأسرة هي ركيزة المجتمع، ويشمل عنف الزوج تجاه زوجته، وعنف الزوجة تجاه زوجها، وعنف الوالدين تجاه الأبناء والعكس، وهذا سيء للغاية.

وإن لم يؤدِّ للقتل يؤدي للتفكك والانفصال، لذلك أوصيكم بطلب المساعدة من متخصص كالمعالج أو الطبيب النفسي على سبيل المثال.

أو القيام بما طلبته أنا كخطوة أولية مهمة وهي تعديل سلوكيات الأزواج أو الفرد المعني بالمعنّف من السلبية إلى سلوكيات إيجابية، بحيث نمكنهم من التحكم بموجات الغضب والمشاعر السلبية وممارسة ردود أفعال غير عنيفة لتفريغ الشحنات السلبية التي تولد لديهم، ومحاولة تكوين علاقات مستقبلية آمنة وسليمة معهم، بالإضافة إلى أنه من المستحسن أن يقوم المختصون بنشر الوعي الأسري من جراء انتشار هذه القضية المستفحلة كإحدى المشكلات والأمراض الاجتماعية وتوضيح أهمية التوافق والتفاهم بين الوالدين والاتفاق على نَهْجٍ واضح وإيجاد نوعٍ من التوازن المُمكن بين العطف والشدَّة، وبين الحب والحَزم، أو النظام المعتدل والنظام الثابت، وبين الحرية والتوجيه، إلى جانب خَلْق بيئة مواتية لعلاقات تعاطُف وتعاون فذلك سيخدم الوالدين والأبناء والأسرة ككل.