القائمة الرئيسية

الصفحات

-إلى حافية القدمين - بقلم عبد الحكيم بن لطرش


يحدث أن أشاهد كتبي لدقائق عديدة، أتمعن في كل كتاب. أُطيل النظر في الكتب التي لم أقرأها بعد كأنني أريد أن أتعرف على ما تخبأه هذه الصفحات. أشاهد خلفية الكتاب محاولا حل لغزه، هل للخلفية علاقة مباشرة بالكتاب؟ ثم أقرأ ملخص الكتاب، يزيدني الملخص رغبة في قراءته لكن لا أفعل. أفتح الكتاب في الصفحة الأولى..صفحة الإهداء، أنا من القراء الذين يتعلقون بإهداءات الكتب، أجد فيها أهمية كبيرة حتى و إن كان الإهداء عادي جدا. ثم أُفضل أن أجد بعد الإهداء- أو قبله- إقتباس، من الأحسن أن يكون إلاقتباس مُلفت وعميق، أُفضل أن يأتي على شكل حكمة أو بيت شعري
.
من حسن حظي - أو من حسن حظ الكاتب- وجدت في الرواية التي أخذت اقتباس جميل لشكسبير
"L'amour rampe quand il ne peut pas marcher"

و لكن خذلني الكاتب بحيث لم يُرفق الإقتباس بإهداء. كان بإمكانه أن يهدي العمل لوالدته أو لزوجته. ثم إن كان يُريد تفادي المشاكل العائلية، كان بإمكانه إهداء الكتاب لأبنائه أو أحسن- لقطته. ليس الأمر بهذه الصعوبة
.
يُمكنني أن أتواصل مع الكاتب اكي أُخبره بأهمية كتابة إهداء في بداية العمل و ان لم يُجبني، سأكتب في أول صفحة من كتابه اهداءاً  اخترعته أنا
تحمل الرواية عنوان "غدا"، كيف لي أن أفهم هكذا عنوان! عنوان من كلمة واحدة فقط و كأن الكاتب لا يريد مساعدتي في خطتي لفهم مغزى الكتاب. يبدو أن الكاتب مصاب بالبخل. كيف له أن يكتب رواية تحتوي على أكثر من خمس مائة صفحة و  يُعنونها بكلمة واحدة.. أليس هذا مُستفز؟

على كُلٍّ، سأحاول التركيز على الخلفية لعلها تُمكنُني و لو قليلا من الوصول إلى هدفي. امرأة تركض على جسر خشبي. مع أننا لا نشاهد المرأة إلا من الخلف لكنها تبدو جميلة أو على الأقل مُلفتةحافية القدمين، ترتدي ثوب خفيف و شعرها مُشعث قليلا، يا ترى إلى أين تتجه و لما هي راكضة، هل تبحث عن شيء مهم أضاعته، أم أنها متوجهة نحو الغد المجهول كما جاء في العنوان. في أعلى الصورة، نجد بُرج كبير و من ملخص الكتاب نفهم أن أحداث الرواية تدور بمدينة نيو يورك الأمريكية المعروفة بناطحاتها و ببناياتها العملاقة. بدأت الصورة تتضح أكثر و بدأ فضولي يكبر.

أريد أن أعرف المزيد حول حافية القدمين، أريد أن أرسم ملامحها، أن أغير إسمها- قرأت في الخلفية أن إسمها إيما- سأُبدله بإسم آخر، سأُرافق الكاتب في كتابة العمل، سأتخيل هذا الجسر الذي تعبره، سأعبره رفقة إيمان- نعم قررت أن أُسميها إيمان- سأُشاركها ركضتها هذه كي أتعرف على هدفها. سأقرأ الرواية لكي أُغير عنوانها لعنوان أكثر وضوحا و كرما!

أعيد فتح الرواية. أمُرّ بسرعة على إقتباس شكسبير، أمر بصفحة جاءت عليها جملة " المرحلة الأولى " مُرفقة بعنوان " صدفة اللقاءات ". أقلب الصفحة فأجد عليها جملة  "اليوم الأول" تبدو البداية مشوقة.
أعتذر منكم، سأضع قلمي الأزرق و أركض نحو صفحات الكتاب.


هل اعجبك الموضوع :
التنقل السريع