القائمة الرئيسية

الصفحات

درس الميترو الباريسي بقلم بن عمر عبد الله

 درس الميترو الباريسي...

سأروي لكم اليوم قصة حدثت لي في باريس  حيث أعطى لي درس مهم و عن ما يحدث من أختلافات في العقائد و الديانات ،حيث أن مهما أختلفنا في ذلك يبقى  بيننا صالح مشترك وهي الإنسانية و الآن سأدعكم مع هذه القصة : 

القصة ؛


بينما اتصفّح كتابي في أحد مقاعد الميترو ، جلس بجانبي أفريقيّ بلباسه التقليدي و اضعًا في يده اليمنى سبحة يسبّح لخالقه.

كانت أمامي فتاة بملامح  آسوية  تتصفّح هاتفها الآسوي تنقر عليه ماطاب لها من حروفهم العجيبة.

وقف الميترو في المحطّة الموالية ، نزل جمع غفير ثمّ تلاه ركوب آخرين، فتيات بلباس عصري بين سروال دجين ممزّق حسب صيحات الموضة الشبابيّة، و أخرى بفستان قصير واضعه سماعات تثير جسمها فيترنّح راقصًا مستجيبًا.. رجل  مسنّ بنظّارات و لباس متأنّق يحمل جريدة ، و إمرأة ثلاثنيّة  تعانق رجلاً عناقًا حميميّا...

و سار الميترو بعد أن أطلق صفّارته منذرًا بإغلاق أبوابه. لا صياح و لا بصاق و لا تدافع و لا أوساخ و لا شيئ إلاّ الإحترام .

جاءت إمرأة  بملامح غجريّة تطلب المال من الركّاب بوضع قصاصات  على المقاعد كتب فيها أنّها معدومة فقيرة الحال : إقرأها إن شئت أعطيتها مالاً و ان شئت لا...

ثمّ توقّف الميترو ثانية لينزل جمع و ليصعد آخرون كلّ بقصّته و أسراره و غايته، و لكنّ لا أحذ يلتفت للآخر ، كلّ الاعراق و الاديان و الملامح و الجنسيات و اللّهجات ،و اللغات  دون خوف و لا رهبة لأنّه ثمّة قانون و كاميرات مراقبة و صعود من حين  لآخر لأمن المواصلات العامّة....


الميترو الباريسي دولة : فيها الجميع لا يلتفت لدينك و أصلك و عملك، و من يتجاوز القانون يعاقب ، فيه فقط  الاحترام و تتعايش فيه مع من يختلف معك باحترام ... 


انّه درس الميترو الباريسي .





هل اعجبك الموضوع :
التنقل السريع