القائمة الرئيسية

الصفحات

مراجعة رواية "الصبار لا يحضن أحدا"


من منا لم يسمع من عائلته عن العشرية السوداء و ما خلفته من ضحايا و أموات , ليس هذا فقط بل خلفت جروحا و آثارا نفسية تسببت في قيام شعب مشبع بالضغوطات التي باتت تنتقل من جيل لآخر...

هذا ما سنكتشفه في رواية "الصبار لا يحضن أحدا" للكاتبة "بشرى آسية زبدة" الصادرة عن "الجزائر تقرأ".

عن الكاتبة

بشرى آسية زبدة هي كاتبة جزائرية من ولاية الأغواط , اكتشفت موهبتها في الكتابة في سنتها الرابعة متوسط خلال حصة التعبير الكتابي أين كتبت نصا سرديا و ألقته على أستاذتها و زملائها الذين لاق إعجابهم بما كتبته , مما شجعها هذا على الإنطلاق في الكتابة .

عرفت برواية "الصبار لا يحضن أحدا" التي صدرت عن دار النشر "الجزائر تقرأ" , كما لها عدة مقالات إجتماعية منشورة في في مجلة "فكرة" بحيث أن الكاتبة تسعى لتصير قاصة و روائية ناجحة .

عن الرواية

تدور أحداث الرواية مكانيا بين الجزائر و تونس  , و زمانيا في الفترة الممتدة بين التسعينات إلى غاية سنة 2013 , بين أربعة شخصيات رئيسية . اعتمدت الكاتبة بشرى آسية تقنية السرد بالتوازي و أيضا بالفلاش باك , حيث كانت تنتقل من شخصية لأخرى و من منطقة لأخرى في فترات زمنية مختلفة .

تطرقت الكاتبة إلى المخلفات النفسية للعشرية السوداء في الجزائر و العديد من الأحداث التي لم يتحدث عنها الإعلام , ذلك لأنها شهدت أحداثا واقعية رغم صغر سنها , و سمعت شهادات حية من مقربيها و جيرانها , مما دفعها للكتابة في هذا الموضوع .

أما بالنسبة لعنوان الرواية حاولت أن يكون عنوان رمزي و يلامس فكرة الرواية التي ستتعمقون فيها بعد قراءتها .

رأيي الشخصي

لغة الرواية سهلة و بسيطة , تحدثت فيها الكاتبة بطريقة قريبة للواقع عن أحداث العشرية السوداء و مخلفاتها على فكر و عقلية الشعب الجزائري .

ما يميز الرواية استخدام الكاتبة للهجة الجزائرية و بالأخص اللهجة الأغواطية في العديد من الحوارات التي دارت بين الشخصيات الرئيسية للرواية . و هذا يعتبر كشرف كوني جزائرية الأصل و أشجع كل من يساهم في نشر ثقافاتنا و لهجاتنا الجزائرية المختلفة و المتعددة .

إقتباس

...كان ما يزال شابا حين رجع , ثلاثة و ثلاثين سنة !!

إنها سن مناسبة للزواج , للعمل , للحياة على نحو آخر , كيف اختار أخي الجهاد من بين كل تلك الأشياء التي يفعلها الشباب ؟

هذا ما وجدتني أخمن في إجابة له قبل شهرين , بينما تسحبه أمي من فراشه نحو الحمام :

- ها مؤمن شوف روحك , هذا وجه تاع واحد عندو ثلاثين سنا ? حففها لا تجيبلك المشاكل 

وضع البلد آنذاك كان في حالة كارثية و اللحية تهمة , و أفغانستان كانت تأشيرة نحو السجن :

- ها وليدي , حففها ربي يحفظك .

كانت تستجديه , تمسح على كتفيه , تقبل راحة يده , أخذ الشفرة أزالها عن بكرة أبيها دون أي جدال دون أن يمتعض , ها قد زالت التهمة , ها قد أصبح مؤمن بدون ماض, فرحت أمي يومها و وزعت الكعبوش على بيوت الحي احتفاء بولدها , فرحت أنا أيضا ,أما هو فظل صامتا .


بقلم : موزاوي مروة



هل اعجبك الموضوع :
التنقل السريع