..ولا يجب أن تتجاهلوا أي النوع من الرهاب، وبذل مجهود لمساعدة المريض على تجاوزه
ديمونوفوبيا
قد انتشرت في الآونة الأخيرة عدّة ظواهر توحي بابتعاد
وتجنّب أحد الأشخاص لشيء ما معيّن بطريقة لا منطقية، ما دفع الاختصاصيون والعلماء
للبحث في الموضوع، ليتوصّلوا لما يعرف بالفوبيا، أو الرهاب، وهو اضطراب نفسي أشد حدّة من الخوف، حيث أن صاحبه يقوم بإبداء رد فعل مفرط غير منطقي، نتيجة شعوره بخوف عميق لمواجهته لعامل محفز لذلك.
المعرّضون له والأعراض:
وقد يتطوّر هذا الرهاب ليصبح مزعجا لصاحبه ولمن حوله،
حيث أن الأخير –صاحبه- لا يقوى على المقاومة رغم إدراكه لمبالغته في الأمر.
وتعود أسباب هذا المرض النفسي لعوامل وراثية، حيث أجمع
أهل الاختصاص أنه ينتقل وراثيا بجميع أنوعه، وكذلك نتيجة الإفراط في المواد
المخدرة، وكذا تعرّض الدماغ لصدمات، ومن أهم الأسباب التي تخلق الرهاب بشكل جنوني
في الشخص المصاب هو تعرضه لمواقف معيّنة – رواية ديمونوفوبيا لــ إ.ع-. والأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي للقلق معرضين
بشدة لخطر الإصابة بالفوبيا، يبدو أن العمر والحالة الاجتماعية والاقتصادية والجنس
عوامل خطر لبعض أنواع الفوبيا دون غيرها، على سبيل المثال، النساء أكثر عرضة للإصابة
برهاب الحيوانات، أما الأطفال أو الأشخاص ذوي الوضع الاجتماعي الاقتصادي المنخفض هم
أكثر عرضة للإصابة بالفوبيا الاجتماعية، والرجال يشكلون غالبية الذين يعانون من رهاب
الأسنان ومن الأطباء عموما.
وتختلف أعراض ذلك من نوع لآخر، إلا أنها تشترك في الخوف
والهلع الشديدين، القلق المستمر، الدوار، وارتفاع دقات القلب، الصداع المستمر،
واضطراب التنفس، وتطوّر أعراضها يؤدي إلى الاكتئاب الحاد واضطراب آخر يُعرف بثنائي
القطب، كما أنه يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم والتأثير السلبي على الحياة العملية
والاجتماعية.
الأنواع:
ورغم كثرة التسميات، والتصنيفات، إلا أنه لا توجد قائمة
رسمية لذلك، أو للمصادر أو حتى المسببات، لذلك اتفق العلماء على تسميتها حسب
الحاجة، وذلك بالجمع بين كلمة فوبيا+ المصدر المسبب لها، مثلا: نوموفوبيا.
وقد قسّمت لثلاث أنواع رئيسية وهي:
الرهاب البسيط المحدد ( Specific Phobia )
هو الخوف من شئ معين محدد، هذا هو النوع الشائع ويعتبر آمن
نسبياً.
الرهاب الأجتماعي ( Social Phobia )
هنا يخشى المريض ان يسبب لنقسه الحرج او ان يكون مرفوض بين
الناس. يمكنك ان تتعرف على المصابين بهذا النوع بسهولة فتجدهم لا يتحدثون او يتناولون
الطعام امام الناس.
يعد هذا النوع الأكثر خطورة حيث لا يخرج المصابين به تقريبا
من المنزل.
فوبيا الخلاء ( Agoraphobia )
هذه عكس الفوبيا الاجتماعية حيث يخاف الشخص من الاماكن المغلقة
او المكان المفتوحة.
العلاج والمواجهة:
ولتجاوز الفوبيا وعلاجها، يجب مواجهتها بطريقة مباشرة،
حيث ان التعرض المتكرر لمواقف تشمل الرهاب تساعد المريض في التحكم في مشاعر القلق
التي تنتج عن ذلك الرهاب، ومن الممكن البدء في النظر إلى صور تحتوي على ذلك النوع
من الخوف، ثم التعرض له تدريجيا بشكل مباشر، والاقتراب منه أكثر في كل مرة.
ومن اهم أنواع العلاج التي وضعتها وزارة الصحة
الإنجليزية، هو العلاج السلوكي للمريض، حيث أنه يساعد المريض على تعلم طرق السيطرة
على الأحاسيس والمخاوف وتوليد الشعور بالثقة والتحكم بالأفكار بدلا من الشعور
بالارتباك عند مواجهة الفوبيا، وتوجيه الانتباه إلى حواس الجسد، يساعد على السيطرة
على التوتر الحادث بتلك الحواس، ما يساعد على الاسترخاء والهدوء والثبات
الانفعالي.
وبإمكان المريض النفسي أو المصاب بهذا النوع من الفوبيا
أن يُطمئن نفسه وذلك بالاعتراف بالفوبيا والتحدث عنها، والامتناع عن تجنب المواقف التي
قد تكون مرهقة لهم، وتخيل أنفسهم دائما يواجهون مخاوفهم، وتحفيز أنفسهم بقول
عبارات إيجابية كــ "سأكون على ما يرام"، فالمختصون أكّدوا أن فرص العلاج
تزيد عندما يتم دمج طرق المساعدة الذاتية مع العلاج النفسي لفترة وجيزة، بل قد يحقق
مرضى الفوبيا تحسنًا كبيرًا في أدائهم تجاه محفزات الخوف.
LA NEGRA