القائمة الرئيسية

الصفحات

مراجعة لرواية الطنطورية للكاتبة رضوى عاشور بقلم عبد الحكيم بن لطرش


مراجعة لرواية الطنطورية للكاتبة رضوى عاشور بقلم عبد الحكيم بن لطرش


 هنالك كتب نقرأها و لا نشعر البتة بأي شيء نحوها و كتب أخرى تشدنا و تلتصق بنا فتُصبح منا، رواية " الطنطورية " من بين هذا النوع الثاني من الكتب.
من أين أبدأ و كيف لي أن أختزل حكاية رُقيّة في بضع كلمات ؟ كيف لي أن أوصل صوت سكان الطنطورة من خلال هذه الكلمات، صوت داخلي يقول لي لا تكتب، و يُعلل" إن كتبت، ستنسى حتما تفاصيل كثيرة " ثم يأتيني صوت حسن (أحد شخصيات الرواية ) : الذاكرة لا تقتُل. تؤلم ألما لا يُطاق، ربما. و لكننا إذ نطيقه تتحول من دوامات تسحبنا إلى قاع الغرق إلى بحر نسبح فيه. نقطع المسافات. نحكمه و نملي إرادتنا عليه
 كل ما في هذه الرواية يدعو للحياة مهما كثرت الدماء و المجازر. ترحيل، دمار، إعتقال، إنتظار، استشهاد، هي كلمات مترابطة بشكل غريب، تشبه كثيرا حياة شخصيات الرواية، فهنالك من يصاب في جسده، و هنالك من يصاب بيته و آخر يضطر إلى الإنتظار هذه الرواية ستجعلك تسافر إلى فلسطين فتتعرف على تقاليدها، تستمع إلى أغانيها التراثية الجميلة، و قد تُجن - مثلي أنا- فتبحث على الأغاني و الملابس المذكورة في الرواية.
الجميل في الرواية، أن الكاتبة تجعلنا نقرأ متيقنين أن الشخصيات حقيقية، فننصت إلى ما يقولون و نتشبث بهم و بقصصهم. لكل شخصية عالمها الخاص و كل شخصية فريدة من نوعها. إضافة إلى شخصيات الرواية، شعرت و أنا أقرأ أن أسلوب الكاتبة بحد ذاته شخصية في الرواية إذ أنني أحسست أن الكاتبة تقمصت الروح الفلسطينية في هذا العمل.
اقتباس من الرواية 
تعلّمك الحربُ أشياءً كثيرة. أوّلها أن ترهف السمع وتنتبه لتقدِّر الجهة التي يأتي منها إطلاق النيران، كأنَّك صار جسمُك أذنًا كبيرةً فيها بوصلة تحدّد الجهة المعيَّنة بين الجهات الأربع، أو الخمس؛ لأنّ السّماء غدت جهة يأتيك منها الهلاك. ثانيها أن تسلِّم قليلا وألّا تخاف بمقدار. القدْر الضّروريّ فقط.. لو زاد خوفك مقدار ذرّة، غادرتَ بيتك بلا داع؛ لأنّ القصف في النّاحية الأخرى من المدينة، يتحوّل خوفك إلى مرض خبيث يأكل من جسمك 
كلّ يوم حتّى يأتي عليه. فتوفّرك القذيفة ويقتلك الخوف

https://www.instagram.com/hakim_books/ 
هل اعجبك الموضوع :
التنقل السريع