القائمة الرئيسية

الصفحات

عندما يفضحنا الأدب بقلم عبد الحكيم بن لطرش



عندما يفضحنا الأدب بقلم عبد الحكيم بن لطرش



قرأت مؤخرا قصة قصيرة تحمل عنوان المنزل للكاتبة المجرية أغوتا كريستوف، لا أعرف ما الذي شدني نحو تلك القصة ! كل ما أعرفه أنني أصبحت أتذكر ذلك النص كل يوم ، أصبحت تلك الكلمات عالقة بي، أرتشفها أكثر من مرة في اليوم الواحد، لست بحاجة إلى كوب ماء لتناول كلمات أغوتا فدموعي تكفي.

أيُعقل أن تفعل بنا القراءة كل هذا ؟ ظننت لوهلة أنني المعني الوحيد بذلك النص، ثم راودتني أسئلة كثيرة ... لماذا أرادت الكاتبة أن تُذكرني بآلامي، هل كان النص موجها لي ... فعلاً ؟ و هل أغوتا تعرفني، هي التي غادرت الحياة قبل سنوات عديدة ؟ ثم كيف تتجرأ على الكتابة عني دون أخذ رأيي أو موافقة مني ؟ ألست الشخصية التي كتبت عنها ؟ إذا، لي الحق في أن أرفض... ثم إنني لا أريد أن تصبح حياتي تحت الضوء، أرفض أن تكتب بتلك الجرأة عني ... كما لم أحبذ اختصارها لحياتي في صفحات قليلة ... فلو أنها اتصلت بي لأخذ رأيي، لوافقت بشرط أن تجعل القصة أطول قليلا... أريدها أطول لعلها تأتي بشيء من التفاؤل... ثم يمكنني مساعدتها على ايجاء نهاية أجمل، أبسط و أقل وجعا!



هل أريد إعادة كتابة القصة لكي أزور واقعي ؟

 لا أعرف... لكنني أعلم أن الكتابة سلاح بإمكانه التحكم و لو قليلا في مصيرنا. يتحكم الكاتب في مصير شخصياته فيرسمها بدقة كبيرة تكاد تفوق ريشة ماغريت، ثم ينحث ماضي الشخصيات و مستقبلها، يجعلها تقول كلاما اخترعه هو، و يُلبسها ثوبا انتقاه هو، ثم يجعل الشخص بسيطا خفيف الظل فيحبه القراء و يجعله غبيا و سيء الطبع فيكرهه الجميع.



لازلت أتساءل، و لي حق السؤال، لماذا كتبت أغوتا عني، أنا الذي أريد أن اتحكم في مشاعري و لا أظهر إلا الطيب منها، كيف لها أن تعري حياتي بتلك الجرأة.
هل اعجبك الموضوع :
التنقل السريع